رواية رائعة للكاتبة سمر عمر
أستند بيده على السور و أخذ شهيقا قويا و زفره بهدوء ..
في إحدى الحواري البسيطة تسكن نهال نهال من الحي الذي تقطن فيه وهي تنظر امامها بابتساماتها المعتادة استقبلتها شقيقتها التي تبلغ من العمر ثامنة عشر عاما عانقتها نهال بسعادة بالغة وهي تخبرها
أنا نجحت يا روقا
مسحت روقيه على ظهر شقيقتها بحنان ثم نظرت إليها وقالت بشغف
ثم أمسكت روقيه ذراع شقيقتها ومضت معها ثم همست في أذنها
ماما قاعده مع طنط أم مصطفى .. سمعتهم بيتكلموا في خطوبه
نظرت نهال إليها باستنكار قائلة
هما مبيزهقوش .. قلت لماما ألف مره مش هتجوز دلوقت
وقفت روقيه عن السير ونظرت إليها بتفحص قائلة
ظلت نهال تنظر إليها للحظات قليلة من الصمت ثم نظرت امامها وهي ترفع كتفيها في حيرة قائله
مش عارفه بصراحه
تابعت السير معها وهي متابعه بنفس الحيرة
بس هو يعني .. يعني متكلمش معايا قبل كده .. فاهمه أقصد أي..
أومأت روقيه برأسها هامسه
فاهمه
جلس خلف مكتبه الخاص يتابع بعض من أعماله الغير مشروعة حتى رن الهاتف ألقى عليه نظره ثم فتح المكالمة ووضع الهاتف على أذنه ليتحدث مع المتصل بجديه بالغه دق باب المكتب و دلف الخادم يخبره بوجود صديق له أشار له أن يدخل وهو يتحدث في الهاتف خرج الخادم و ما عدا إلا لحظات و دلف صديقه إيهاب و جلس على المقعد المجاور للمكتب واضعا ساق فوق الأخر انهى فريد المكالمة مع ذاك الرجل ثم غلق المكالمة ووضع الهاتف جانبا ثم نظر إلى بعض الأوراق وهو يقول
دايما بوصل في معادي
أخذ فريد ورقة وضعها أمامه قائلا
عايزك تطبع ألف نسخه
أخذ إيهاب الورقة ليفحصها و تفاجئ بأنها دعوة فرح فريد و ديما نظر إليه في ذهول متسائلا
هتتجوز ديما !..
ضحك فريد بسخرية وقال
أمال يعني هطلقها
حدق إيهاب به للحظات ثم حدق في الورقة قائلا
أومأ برأسه مؤكدا ثم نهض متجه إليه وهو يقول بجديه
صح .. بس أنا عجبتني أوي لعبة كريم و تفكيره ..
أستند بيديه على المقعد المقابل له متابعا پحده
وبعدين الحيوان أبوها خالاني أكتب على نفسي شيك بخمسه مليون عشان لو سبتها
يا فريد أنت عندك مليارات يعني الخمسة مليون دول شوية فكه
جلس فريد على المقعد المقابل له و أخذ شهيقا قويا و زفره بهدوء ثم قال ببرود
بقولك أي .. أعمل اللي بقولك عليه ..
ثم نظر خلف إيهاب بشرود متابعا
أنت متعرفش أنا بفكر في أي
خرجت ديما من غرفتها و هي تشعر بالسعادة البالغة عندما أخبرها فريد بأنه تحدث مع والداها وتم تحديد معاد الفرح وقفت امام باب غرفة والدتها واضعه يدها على المقبض ودقت الباب باليد الأخرى ثم فتحت الباب و دخلت مغلقة الباب خلفها التفتت والدتها بالكرسي المتحرك فهي لا تستطيع الحركة بسبب حاډث تعرضت له في الماضي جلست ديما على ركبتيها امامها لتقبل يدها فرفعت منال يدها لتضعها على شعرها بحنان ...
مامي فريد حدد معاد الفرح مع بابا منير
وضعت يدها على وجنة ديما بحنان هامسه
مبروك يا حبيبتي
لامعت ديما عيناها من الدموع وقالت
مامي مش عايزاكي تزعلي عشان هسيبك .. فريد قالي أنه هيخليني أجيلك كتير
رفعت والدتها عدسة عيناها للأعلى لمتنع الدموع من الهبوط على وجنتيها وقالت بنبرة بكاء
ربنا يسعدك يا حبيبتي ..
ثم نظرت إليها بابتسامة حزينة متابعه
هي في واحده تزعل عشان بنتها هتجوز
أومأت دينا برأسها نافيه وقالت بابتسامة هادئة
لاء طبعا
دخلت نهال فراشها وتدثرت وهي تتذكر حديث والدة مصطفى معها فقد تحدثت كثيرا عن مصطفى وشخصيته لفت نظرها بأنه إنسان جد وصريح ويتميز بالحنان هربت تلك الأفكار من رأسها عندما دق الباب فتحت والدتها الباب ونظرت إليها قائلة
صاحية يا نهال ..
رفعت نهال رأسها لتنظر إليها ثم جلست معقدة قدميها وهي تخبرها انها لا زالت مستيقظة فتقدمت نحوها لتجلس على حافة السرير أمامها وسألت اذا كانت موافقة على مصطفى أم لا أطرقت رأسها تنظر إلى خاتم ترتدي في يدها وأخذت تداعبه وتفكر وتطرح على نفسها بعض الأسئلة انها كيف توافق على شخص لم تتحدث معه من قبل ! وهو لم يتحدث معها فكيف يريد الزواج منها ! نفذ صبر والدتها وهي منتظرة ردها على سؤالها فأجابت هي
أنا شايفة أنه مناسب .. و ساكنين حاليا في مكان كويس بدل الحارة دي ..
رفعت رأسها لتنظر إليها بعدم اقتناع فيما والدته لا زالت تتحدث
الشقه جاهزه و متوضبة .. مش فاضل بس غير
حاجتك اللي هنجبهالك .. ها قولتي أي
نظرت حولها وهي تخرج تهنيده قوية من صدرها ثم أطرقت رأسها وهمست بخجل واضح
طالما حضرتك وبابا موافقين أنا كمان موافقة
اتسعت ابتسامتها ثم نهضت واقفة لتملئ المكان بزغرودة عالية فشهقت نهال