رواية للكاتبة ولاء علي
بتلك الكلمات فصاح هو أيضا پغضب
أنتي تعرفي اللي عملتيه دا حرام وشرك بالله يعنى فاكرة إن أعمال الدجالين والڼصابين هتمنعني عن أي حاجة عايز أعملها! المفروض كنت طلقتك لأنك كدا ملكيش أمان بس أنا عامل خاطر لصلة الډم اللي ما بينا.
غلبها البكاء رغما عنها لتخبره من بين دموعها
أنا عمري ما أذيتك والأعمال دي عشان ما تبقاش لغيري.
كلماته كنصال آلاف من الخناجر ټطعنها بقوة حتى خارت قواها ولا تريد شيئا سوى الآتي
هتطلقها يا يعقوب.
أخبرها بتحد وإصرار
مش هطلقها.
قالها وكاد يذهب فأوقفته تقبض بيدها على ذراعه
يبقى تطلقني أنا.
جذب ذراعه من قبضتها قائلا
اقصري الشړ يا راوية أحسن لك طلاق مش هطلق.
أخبرته بتحد
وقف أمامها مباشرة وبنظرة ټهديد قال لها
لو سيبتي البيت مش هترجعي له تاني.
قامت راوية بتنفيذ ما أخبرته به ومنذ ذلك الحين وهي تمكث لدى والدتها مرت الأيام حتى أكتمل شهر كامل قد مضي بينما هو كان ما بين المتجر والمنزل الجديد.
عاد من المتجر لتوه فقامت باستقباله بحفاوة وترحاب تخلع له حذائه وتخبره
أمسك يدها وقام بتقبيل راحة كفها قائلا
تسلم إيدك يا حبيبتي.
يلا بقى أدخل غير هدومك واغسل إيديك قبل
ما الأكل يبرد وليك عندي مفاجأة بس بعد ما نتغدى.
وعلى المائدة كان يتناول طعامه شاردا فسألته زوجته لتطمئن عليه
مالك يا حبيبي فيه حاجة مزعلاك
ابتسم على مضض وهز رأسه بإنكار فأجاب
نهضت وجذبت الكرسي لتجعله ملاصق جواره فجلست وأحتضنت ذراعه.
أنا مش عايزاك تشيل حمل هم أي حاجة أبدا طول ما أنا معاك.
نظر إليها مبتسما وقال
ما انتي اللي مهونة علي أي حاجة بتحصل كفاية أبص بس في عيونك بحس إن أنا في الجنة.
ضحكت بدلال وقالت
هنبقى في الجنة بإذن الله والسبب هيكون اللي هنا.
هو انتي...
هزت رأسها وأكملت
أنا حامل يا يعقوب.
خد يا بني أكياس اللحمة دي ووزعها على كل أهل الحارة.
قالها يعقوب فعقب عرفة
ربنا يزيدك من نعيمه يا معلم وربنا يقوم الجماعة بالسلامة.
يا رب يا عرفة يا رب.
وبعدما انتهى من الدعاء وجد أمامه شيخا كبيرا في العمر ألقى التحية عليه
شعر يعقوب بأن هناك أمرا ما وقد أتى إليه هذا الرجل من أجله.
وعليكم السلام يا عم سليمان أتفضل.
ذهب كليهما وجلس كل منهما على كرسي مقابل إلى الأخر الذي يحدق إليه بعتاب ولوم قائلا
أنا جاى لك وزعلان منك جامد ينفع اللي عملته مع راوية ده
أخبره يعقوب بتبرير ما قد فعله
أنا معملتش حاجة حرام.
عقب الأخر
بس كان لازم تقولها يا بني وتسيبها تختار.
شعر بالضيق والضجر لذا قال له
بص يا عم سليمان أنا عارف مقام راوية بنت أختك عندك غالي قوي بس يعلم ربنا أنا براعي ربنا فيها ازاي و كل طلباتها مجابة ومسألة جوازتي التانية دي محسوم أمرها عايزة ترجع البيت أهلا و سهلا أنا ما قولتلهاش تسيب البيت وتمشي برغم إن أنا محذرها لو سابته ما ترجعش وصممت برضو تنفذ اللي في دماغها.
تنهد سليمان ووجد أن الأمر على وشك التعقيد فشعر أن عليه أن يخبره بما يعلم إياه
هي دلوقتى مچروحة وحاسة إنك أهانت كرامتها بجوازك عليها من وراها ولما أتمسكت بجوازك من التانية شافت إنها ما بقاش ليها أي قيمة عندك معلش يا بنى تعالى على نفسك المرة دي وروح خدها من بيت عمك إن ماكنش عشانها يبقى عشان خاطر اللي في بطنها.
انتفضت من مكانها وهي تهز رأسها برفض ثم عقبت على ما أخبرته بها شقيقتها للتو
لا يا سعاد ماقدرش ومستحيل أعمل حاجة زي كدا انتي فاهمة اللي بتقوليه دا يبقي إيه وإيه عقابه عند ربنا
نهضت الأخرى ثم جلست جوار شقيقتها توسوس إليها كالشيطان بل هي أقوى من الشيطان شړا فهناك نوع أخر للشياطين أشد خطۏرة وعلى قدر عال من الشړ وما هم سوى شياطين الإنس.
اسمعي كلامي هاتكسبي قوي لأنك لو ماعملتيش كدا هتورث معاكم انتي وابنك انتي اللي أحق بكل حاجة وما تجيش واحدة ما نعرفش أصلها منين تيجي تقش على الجاهز تعب وشقى جوزك وبتاعك انتي كمان زى ما هي قاسمة معاكي جوزك.
نظرت نحو الفراغ بشرود فكان وقع الكلمات على أذنها أقوى من السحر بدأت ترضخ إلى الأمر فقالت
طيب افرض وافقت على اللي بتقوليه أنا مش هعرف أتحرك من مكاني من وقت ما يعقوب جه خدني من عند أمي وحالف علي ما هخرج من باب البيت غير بإذنه.
ظهرت ابتسامة شيطانية على ثغر شقيقتها وقالت بثقة
سيبي علي الموضوع دا وفي خلال أسبوع هاتسمعي خبرها.
4
الأوقات السعيدة لم تدم طويلا فيجب على المرء أن يعد ذاته لتلقي الصدمات في أي وقت مرت أيام بل شهور وكانت من أجمل أيام عمره الذي عاش خلالها أروع الذكريات التي ستخلد