رواية للكاتبة ولاء علي
مرتديا عويناته الطبية ربما القراءة تجعله يتهرب من أسئلة زوجته الفضولية بالطبع لا يريد أن يخبرها بزواج يعقوب في الوقت الحالي كما أوصاه يعقوب حتى لا يصل الخبر إلى زوجته راوية.
وقف الصغير أمام والده طالبا منه
بابا بابا.
أجاب عرفة دون أن يرفع بصره عن الجريدة
يا نعم
مد يده وأجاب
أنا عايز ٤٥ قرش أجيب إزازة ساقع.
روح خد من أمك.
خرجت من المطبخ للتو تحمل صينية يعلوها كوبان من الشاي تضعهما أعلى المنضدة قائلة
أمه شطبت خلاص القرشين اللي أديتهم ليا خلصوا.
أخفض الجريدة ليوبخ زوجته ذات الصوت الجهوري الذي يشبه ضجيج السيارات المزعج قائلا بصوت خاڤت
وطي صوتك يا ولية ليلى لو سمعتك ممكن تفهم غلط.
ما تسمع هى اللي معندهاش ډم من وقت ما جات واكلة شاربة قايمة نايمة مش بيهون عليها تطلع من جيبها جنيه تديه للواد ولا حتى بتساعدنى فى شغل البيت لتكون فاكراها لوكاندة واحنا الخدامين بتوعها!
زجرها عرفة بنظرة غاضبة معقبا على حديثها الحاقد
وانتي مالك بيها دى قاعدة في بيت أبوها وأنا أخوها ومسئولة مني هتبصي لها على اللقمة اللى بتاكلها! و بعدين ما انتي عارفة ظروفها.
ظروف إيه أنا لو مكانها كنت استحملت وقعدت على قلب جوزي لحد ما خدت فلوسي من عينيه لكن هي يا فرحتي خسړت كل حاجة عشانه وفي الأخر اللهم لا شماتة هو اللي باعها.
صاح بتحذير
هويدا! كلمة كمان وهخليكي تقومي تلمي شنطة هدومك وتروحي
على بيت أهلك.
نهضت وهي تحدق إليه بوعيد
بقى كدا يا عرفة بتهددني ماشي.
اللهم ارفع البلاء عنا أوهون علينا.
وفي الغرفة المغلقة كانت تستمع إلى هذا الحوار من خلف الباب ذرفت عيناها الدموع بعدما أدركت أنها غير مرحب بها حتى في منزل والدها لذلك حسمت أمرها وبالفعل بعد مرور ساعات والجميع نيام أعدت نفسها للرحيل فأخذت حقيبتها ثم تسحبت على أطراف قدميها حتى لا يسمعها أحد لا تعلم أن زوجة شقيقها تراقبها من فتحة قفل الباب وحينما غادرت المنزل وضعت هويدا يدها على صدرها وكأن هما ثقيلا قد رحل عنها.
تفوهت راوية بترحاب بعد أن فتحت الباب وقامت باستقبال سعيدة التي أجابت
الحمد لله يا ستي بخير.
لكزتها راوية بمزاح قائلة
بقى كدا من وقت ما اتجوزتي وما بقتيش تيجي حتى تطمني علي ولا الواد حمودة منعك تشتغلي في البيوت تاني
أومأت إليها سعيدة فأجابت
ربنا يبارك له المعلم يعقوب من بعد ما أتجوزنا وزود لحمودة المرتب فقولت على إيه المرمطة ما دام مرتبه مكفينا وزيادة الحمد لله.
شعرت سعيدة بالتوتر بعد أن أدركت سبب دعوة راوية إليها فسألتها بتردد
حاجة! حاجة زى إيه يا ست راوية
أمسكت راوية بمحفظة نقودها وأخرجت ورقة من المال بفئة مائة جنية وأجابت
لو قولتي ليا هيبقى فيه مېت جنية تانية زيها.
ابتلعت لعابها وهي تنظر إلى الورقة المالية باستسلام فقالت
هقولك بس بالله عليكي كأن ما قولتلكيش حاجة
أطلقت راوية زفرة كدلالة على أن صبرها قد أوشك على النفاذ وقالت
انجزي يا سعيدة ما أنتي عارفاني ومش أول مرة تحكي ليا.
هزت رأسها بنعم قائلة
حمودة عرف من واحد صاحبه إن المعلم يعقوب خده معاه عشان يشهد على العقد مع عم عرفة.
ضيقت راوية ما بين حاجبيها
عقد إيه ده اخلصي قولي بسرعة.
كانت تنظر إلى الأسفل تارة وإليها تارة أخرى ثم أخبرتها بتوجس
عقد جواز المعلم يعقوب على البنت اللي كانت بتشتغل عنده.
في المساء عاد من المتجر إلى منزله ليطمئن على صغيره وعلى زوجته الأولى التي وجدها تجلس في منتصف الأريكة ترتدي جلبابا أسود اللون وكذلك الوشاح أيضا أسود علم على الفور بأن هناك کاړثة في انتظاره فسألها
مالك قاعدة ولابسة أسود في أسود كدا ليه
حدقت نحوه بنظرة أخبرته ما تشعر به جيدا فأجابت
لابسة أسود على بختي وحظي.
ضيق ما بين حاجبيه بامتعاض يسألها
لا حول ولا قوة إلا بالله ليه بتقولي كدا
نهضت وتقدمت منه فتوقفت تلقي عليه سؤالها الذي فاجئه بقوة
أقولك حمد لله على السلامة ولا أقولك مبروك يا عريس
هز رأسه بتفهم فعقب قائلا
واضح جواسيسك اللي زقاهم علي قاموا بالواجب أيوه يا راوية أنا أتجوزت.
و في هدوء يسبق العاصفة أخبرته قبل أن تطلق العنان لثورة ڠضبها
البت اللي أتجوزتها دي تطلقها حالا يا أنا يا هي.
ظل ينظر في عينيها بصمت حتى أخبرها
مش هطلقها واللي عندك اعمليه أنا الشرع محللي اتنين وتلاتة وأربعة معملتش حاجة حرام.
قالها واتجه إلى غرفته فصاحت في وجهه
بس أنا مش موافقة.
استدار إليها وقال
موافقتك من عدمها مش هاتفرق أنا استحملت منك كتير ولا فكراني نايم على ودني وماعرفش بتعملي إيه من ورايا تحبي أقولك أنتي كنتي بتعملي إيه عند حسنات
أيوه كنت بعملك عمل عشان ما تروحش تتجوز عليا وعشان أخلف منك تاني.
صاحت