الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 4 من 216 صفحات

موقع أيام نيوز


فوق المتوسطة يتكون من ثلاثة غرف كل غرفة بحمامها وبه صالون على الطراز الحديث 
يعد صاحب هذا المنزل للأستاذ عاصم المحجوب الذي لديه ابنتان وولد 
ليلى التي تبلغ من العمر ستة وعشرون عاما وابنته الأخرى درة التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون وهي بالفرقة الرابعة لكلية الهندسة أما الأبن الأصغركريم الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وهو بالصف الثالث الثانوي بداخل هذا المنزل الذي تحتوي جدرانه على الدفئ والحب والتعاون 

تستيقظ تلك الجميلة من نومها 
فتاه في منتصف عقدها العشرين تمتلك من جمالها مايميزها عن غيرها عيون سوداء اللون متوسطة الاتساع برموشها الكثيفة وأنفها بطوله قليلا ودقة أرنبة أنفها وشفتيها اللتان تشبهان حبة الكريز وشعرها الأسود بسواد االليل يصل لمنتصف ظهرها 
وقفت متجه إلى حمامها لتؤدي فرضها 
بعد قليل تقوم بإرتداء ملابسها العمليه التي كانت عبارة عن بدلة نسائية من اللون الأبيض وحجاب باللون القرمزوي 
دلفت والدتها مبتسمة لها 
صباح الجمال على جميلة ماما 
صباح الورد ياوردة دققت النظر في ملابسها ثم قطبت جبينها متسائلة 
رايحة تدوري على شغل برضو زي كل يوم 
ابتسمت بهدوء 
لقيت شغل وعندي انترفيو النهاردة دعواتك ياسمسم 
اتخذت نفسا طويلا تملأ رئتيها بأكسجين الأمل وأردفت داعية 
داعيلك ياقلبي بكل وقت وحين ربنا يوفقك ويكتبلك الخير يارب يابنتي تقبلي مش هخبي عليكي حبيبتي 
الحمل تقل على باباكي أوي وخصوصا مصاريف الثانوية العامة بتاعة كريم أخوكي 
ربتت على يديها بحنان 
انا حاسة المرادي هتقبل ياماما بس يارب ميكنش كتير مقدم لان الشركة دي كبيرة أوي وبيقولوا لها فرع في كل محافظة ورغم كدا آسر اداني أمل إني هقبل 
تمتمت أمها بدعواتها وخطت متحركة إتجاه المطبخ قائلة 
هروح أحضر الفطار علشان تفطري مع اخواتك وباباكي قبل ماتنزلي 
تمام ياست الكل بس سريعا علشان زحمة المواصلات انت عارفة زحمة الشوارع في الوقت دا قالتها ليلى التي تقوم بعمل شعرها على شكل ذيل الحصان 
بالغرفة المجاورة 
كانت تجلس تدرس محاضراتها فهي بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة دلفت إليها ليلى 
صباح الورد ياوردة 
صباح الورد يالولة عاملة ايه حبيبتي دققت النظر بها 
إنت خارجة ولا إي 
اجابتها وهي ترد بتمني قبولها 
في مقابلة عمل في شركة البنداري جروب تسمعي عنها 
ظلت تردد الاسم وهي تدق بقلمها على سطح مكتبها في محاولة التذكر فأجابتها 
حاسة سمعت الإسم دا قبل كدا المهم بالتوفيق ياحبيبتي إن شاء الله وربنا يكتبلك الخير 
قبلت خصلاتها الحريرية 
خدي بالك عايزين إمتياز زي كل سنة
أومأت درة برأسها وابتسمت بحنان لأختها 
إن شاءلله ياحبيبتي 
خرجت من غرفة أختها وهي تأمن على دعواتها بعد قليل يجلس الجميع على مائدة الطعام 
ااامم بيض بالبسطرمة تسلم ايدك ياست الكل هذا ماأردفت به درة 
بالهنا على قلبك ياحبيبتي رمقها زوجها بنظرة حنونة 
تسلم ايدك ياسمية دايما بطلعي بأجمل نكهة مع أقل تكلفة 
بالهنا ياحبيبي على قلبك 
حبيب مين ياسمسم نحن هنا أردفت بها ليلى بمشاكسة 
ابتسمت بخجل لأبنتها قاطعها والدها 
مالك ومال سمسمتي ياليلى 
رفعت حاجبها وهي تلوك الطعام بسرعة وتحدثت 
والله سمسمتك وأنا ايه ياسي بابا اعترف حالا 
قهقه والدها عليها واجابها 
إنت روح بابا وقلبه ياحبيبة بابا 
وقفت ضمته بجلسته مقبلة خديه 
ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب ياله أنا لازم انزل 
ربت والدها على يديها 
ربنا يوفقك يابنتي يارب ومش عايزك تشيلي هم ياحبيبتي يعني لو ملقتيش النهاردة تلاقي بكرة إن شاء الله حتى لو مفيش خالص مش عايز العيون الجميلة دي تحزن ابدا 
ابتسمت لوالدها بعرفان وقبلت جبينه 
ربنا مايحرمنا منك ياحبيبي يارب قاطعهم كريم أخيها 
دا إيه العشق الممنوع دا على الصبح 
ابتسمت
له 
صباح الخير ياحبيبي عامل إيه في دراستك ماشفتكش امبارح 
تمام ياحضرة المهندسة النشيطة وإن شاءلله هيكون ليك وريث هندسي 
إن شاء الله ياحبيبي شد حيلك بس ياكريم عايزة مجموع مايقلش عن هندسة هزعل منك بجد ابتسم لها وأردف مؤكدا 
إن شاءالله يالولة مټخافيش اخوكي ادها 
أرسلت له قبلة في الهواء وتحدثت 
أنا نازلة ياست الكل محتاجة حاجة 
سلامتك ياعمري وربنا يوفقك يابنتي يارب 
في مكانا آخر بأحد المنازل العريقة التي تشبه القصور وهو قصر الدكتور يحيى الكومي 
كان يواجه والده بهدوء ظاهري ونبرة عميقة ونظرات عيناه تبحر فوق ملامحه 
بغموض 
أردف والده پغضب 
وبعدهالك يانوح هتفضل منشف دماغك لحد إمتى!! أنا خلاص إديت كلمة للناس وآخر الاسبوع دا هتروح تشوف العروسة 
حبس نوح أنفاسه داخل
صدره ضاغطا على كل عصب بجسده الأ ينفلت وبنبرة عميقة 
هو ليه حضرتك محسسني إني بنت ولازم امشي ورا طوعك أنا كبرت ياحضرة الدكتور معنتش العيل اللي لازم يسمع الكلام ويقول آمين 
اغتاظ يحيى من حديث ابنه وغروره اللامتناهي وتعجرفه مع كل بنت يختارها له 
جلس واضعا ساقا فوق الأخرى منفسا تبغه الغالي الذي يشعل صدره كنيران ابنه المستعيرة له 
المرادي أمر ياحضرة الدكتور العظيم هنروح يوم الجمعة علشان تشوف البنت 
ودا آخر كلام عندي 
اسودت عين نوح وازداد عبوس ملامحه الخشنة تزامنا مع أنفاسه الحارة 
ثم خرج كالإعصار ويبدو أنه شيطانا طاغي للمحاربة ولكنه اصطدم بجسد ضعيف أثناء خروجه 
وقف يناظرها بهدوء رغم بركانه الثائر 
ارتجف جسدها من نظراته التي اربكتها إنها أسما المهندسة الزراعية التي تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما وتعمل بمزرعتهم قطعت نظراته لها وهي تردف مرتبكة 
أنا كنت جاية اشوف دكتور يحيى عشان المزرعة افسح لها الطريق دون حديث 
اشتبكت عيناه بعيناها التي اشعرته بدقاته ولكنه ابعد هذا الشعور وتحرك مغادرا 
تنهدت بحزنا من عدم مبالاته لها وانسدلت دمعة شريدة من عيناها أزالتها سريعا بأناملها متجه لغرفة الدكتور يحيى 
دلفت والقت تحية الصباح 
صباح الخير يادكتور 
أشار بيديه وأردف 
تعالي ياأسما فيه حاجة 
أمسكت بعض الاوراق ووضعتها أمامه 
دي أنواع سلالات جديدة لبعض الخيل وكمان بذور جيدة لأنواع الفواكه والمحاصيل 
أمسك الأوراق يطالعها 
تمام سبيهم هشوفهم وبعد كدا هقولك تمام أومأت برأسها مغادرة تبحث عن الذي جفاها النوم من حالته الأخيرة 
علي الجانب الاخر 
بقصر جلال البنداري وهو عم راكان 
ظلت العاملة تطرق على باب غرفته بعضا من الوقت فتح عيناه وصاح بصوته النائم 
فيه إيه على الصبح 
أنا اسفة يادكتور بس الست فريال بتقول لحضرتك لازم تنزل حالا علشان الحج توفيق عامل اجتماع على الفطار في قصر البشمهندس أسعد البنداري 
تمام روحي انت وأنا شوية ونازل 
استلقى على ظهره يزفر بضيق ثم وضع كف يديه على شعره ارجعه للخلف بضيق في حركة تنم عن مدى غضبه من تحكمات جده رفع هاتفه 
على الجانب الاخر 
في غرفة شاسعة ذات الطابع الرجولي جدرانها باللون الرمادي الداكن مع اللون الابيض يقف أمام المرآة منتصب العود 
صاحب ملامح حادة قوية مع صلابة عظامه وفتول ذراعيه وعضلاته البارزة من قميصه الاسود الذي يرتديه ذو بشړة قمحاوية مع عيون بلون أشعة الشمس 
يقف يغلق زر قميصه الكلاسيك قاطعه رنين هاتفه
صباح الخير يايونس 
أيوة بيقول فيه اجتماع الساعة تسعة أنا عندي جلسة الساعة عشرة مش فاضي لجدك وكمان فيه اجتماع في الشركة معرفش فيه ايه حصل في فرع إسكندرية كويس المشاكل دي حصلت بعد ماجيت 
على الجانب الأخر أردف يونس ابن عمه 
تفتكر جدك عامل اجتماع الصبح ليه وياترى عمك خالد هيكون موجود هو وسميحة ولا 
قاطعه مردفا 
دلوقتى نعرف ياله أنا نازل وإنت فوق كدا وبطل سرمحة ياجيمس بوند 
قهقه على الجانب الاخر 
تلميذك ياأمبراطور و بطل تراقيني ياراكي أنا مش مسرمح يابني أنا محبوب بس أعمل إيه الستات بيموتوا في جمالي 
شعر بمدى حماقة ابن عمه فزفر پغضب 
قدامك عشر دقايق وتكون هنا يااما فيديوهاتك هتكون على الصفحة الاخبارية 
قفز من فوق مخدعه 
وعلى إيه الطيب أحسن دا أنا تحت بس إنت مش واخد بالك قالها مقهقا عندما اغلق راكان الهاتف بوجه 
بالأسفل بغرفة الطعام 
دخل بهيئته الجذابة وقامته المديدة كان الجميع يجلس في غرفة الطعام سوى فريال مرات عمه وابنها يونس دلف ملقيا تحية الصباح بهدوء على غير شخصيته العصبية 
على رأس طاولة الطعام يجلس توفيق البنداري الجد الصارم الذي يبلغ من العمر سبعة وسبعين ربيعا 
في مقابل الطاولة يجلس إبنه الأكبر أسعد على جانبه والديه راكان بجانبه سليم وسيلين كانت الطاولة تضم خالد وزوجته وهما لا يملكان سوى توأمه سارةوفرح اللتان تبلغ من العمر اربع وعشرون أما يجلس بجانب الجد ابنه الاصغر جلال بمقابله ابنه يونس الذي وصل للتو وعدي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما وابنته سلمى التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما 
بجوارهم تجلس سميحة وزوجها وابنتهما الوحيدة يارا 
رمق الجد الجميع بنظراته الصقرية 
طبعا انتوا متعرفوش أنا مجمعكم هنا ليه دلوقتى على غير عادتنا 
أولاد أسعد 
راكانسليمسيلين وهو الأكبر لتوفيق 
الابن الثاني 
خالد ولديه ابنتان توأم سارة وفرح 
الأبن الثالث 
جلال ولدية ابنان وبنت 
يونس وعدي وسلمى 
وابنته الوحيدة سميحة ولديها ابنه واحدة وهي يارا
رفع الجميع أنظارهم إلى الجد إلا من ذاك الذي يجلس يتفحص الجريدة وكأنه لا يعنيه حديث جده 
إستشاط الجد من أسلوبه البارد والغير المحبب لديه لعدم احترامه له 
صاح بصوته 
أنا بتكلم ياراكان إيه مفيش إحترام لجدك 
أنا سامعك ياجدي 
قالها وهو مازال ينظر للجريدة ولم يعتريه حتى أن يرفع نظراته لجده 
ضړب بعصاه الانبوسية بجواره وتحدث پغضب 
من الإحترام لما جدك يتكلم تبصله يابن زينب هنا رفع نظره لجده وظهرت علامات الڠضب قائلا بفظاظة 
إيه ابن زينب دي محدش قال لحضرتك إننا بنسمع بودانا بقالك ساعة عمال تتكلم في مقدمات وأنا عندي شغل واكمل باإبانه 
كلنا متعطلين علشان وصايا حضرتك اللي مبتخلصش وفي الاخر تقولي يابن
زينب 
ڼصب عوده ووقف وهو يلقي الجريدة من يديه مالها أمي كل شوية إهانات ليه 
نظر لأخيه الذي يرمقه بنظراته أن يهدأ وصاح به پغضب 
إيه بتبصلي ليه اتجه مرة أخرى لجده 
زينب اللي مش عجابك ولادها هما اللي رافعين اسم عيلة البنداري بص حواليك وشوف مين هي زينب اللي دايما بتقل منها
رفع سبابته أمامه
لوحضرتك شايف إن سكوتي على إهانة أمي دا يعتبر أحترام فأحب اقولك ياجدي العزيز وقتها اعرف إن حفيدك مترباش صح 
قام بجمع أشيائه الخاصة 
أنا عندي شغل وقررات حضرتك يونس او سليم يبقى هيبلغهالي بعد إذنك 
جحظت أعين الجد من تمرد حفيده
 

انت في الصفحة 4 من 216 صفحات