الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية سيلا وليد

انت في الصفحة 4 من 435 صفحات

موقع أيام نيوز

 

إيه يازوزو نسيت انت مين وولادك مين ولا إيه... خاېفة من فراويلة بنت سلطح ملطح دي منفوخة على الفاضي 

اغروقت عيناها فجأة من ذكريات أليمة مرت بها بتلك العائلة كم كانت تكره ضعفها الذي انتابها حين تذكرت مآساتها مع والد زوجها الطاغي... هذا الضعف تحول لحزن تسرب إلى قلبها فدماه حتى شعرت بعدم تنفسها...نظر سليم لصمتها ثم أحتضن يديها بين راحتيه 

ماما مالك ياحبيبتي... ليه شكلك أتغير كدا 

هزت رأسها وربتت على يديه. 

مفيش ياحبيبي... بس افتكرت حاجة.. المهم ياسليم كلم راكان وخليه يهدى وبلاش كل شوية تصادم مع جده يابني 

قبل رأسها وطالعها بنظرة حنونه مؤكدا 

حاضر ياست الكل أنا هعدي عليه قبل ماانزل... وقفت متجه للخارج 

ربنا يكملك بعقلك ياحبيبي 

على الجانب الاخر 

في منزل ليس بالرقي الفاحش أو بالتوسط.. يقال عليه بالطبقة فوق المتوسطة يتكون من ثلاثة غرف كل غرفة بحمامها وبه صالون على الطراز الحديث 

يعد صاحب هذا المنزل للأستاذ عاصم المحجوب الذي لديه ابنتان وولد 

ليلى التي تبلغ من العمر ستة وعشرون عاما وابنته الأخرى درة التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون وهي بالفرقة الرابعة لكلية الهندسة... أما الأبن الأصغركريم الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وهو بالصف الثالث الثانوي.. بداخل هذا المنزل الذي تحتوي جدرانه على الدفئ والحب والتعاون 

تستيقظ تلك الجميلة من نومها... 

فتاه في منتصف عقدها العشرين... تمتلك من جمالها مايميزها عن غيرها... عيون سوداء اللون متوسطة الاتساع برموشها الكثيفة وأنفها بطوله قليلا.. ودقة أرنبة أنفها وشفتيها اللتان تشبهان حبة الكريز... وشعرها الأسود بسواد االليل يصل لمنتصف ظهرها 

وقفت متجه إلى حمامها... لتؤدي فرضها 

بعد قليل تقوم بإرتداء ملابسها العمليه التي كانت عبارة عن بدلة نسائية من اللون الأبيض وحجاب باللون القرمزوي.. 

دلفت والدتها مبتسمة لها 

صباح الجمال على جميلة ماما 

صباح الورد ياوردة... دققت النظر في ملابسها ثم قطبت جبينها متسائلة 

رايحة تدوري على شغل برضو زي كل يوم 

ابتسمت بهدوء 

لقيت شغل وعندي انترفيو النهاردة دعواتك ياسمسم 

اتخذت نفسا طويلا تملأ رئتيها بأكسجين الأمل وأردفت داعية 

داعيلك ياقلبي بكل وقت وحين... ربنا يوفقك ويكتبلك الخير... يارب يابنتي تقبلي مش هخبي عليكي حبيبتي 

الحمل تقل على باباكي أوي وخصوصا مصاريف الثانوية العامة بتاعة كريم أخوكي 

ربتت على يديها بحنان 

انا حاسة المرادي هتقبل ياماما... بس يارب ميكنش كتير مقدم لان الشركة دي كبيرة أوي وبيقولوا لها فرع في كل محافظة ورغم كدا آسر اداني أمل إني هقبل 

تمتمت أمها بدعواتها وخطت متحركة إتجاه المطبخ قائلة 

هروح أحضر الفطار علشان تفطري مع اخواتك وباباكي قبل ماتنزلي 

تمام ياست الكل بس سريعا علشان زحمة المواصلات انت عارفة زحمة الشوارع في الوقت دا... قالتها ليلى التي تقوم بعمل شعرها على شكل ذيل الحصان 

بالغرفة المجاورة 

كانت تجلس تدرس محاضراتها فهي بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة دلفت إليها ليلى 

صباح الورد ياوردة 

صباح الورد يالولة عاملة ايه حبيبتي... دققت النظر بها 

إنت خارجة ولا إي 

اجابتها وهي ترد بتمني قبولها 

في مقابلة عمل في شركة البنداري جروب تسمعي عنها 

ظلت تردد الاسم وهي تدق بقلمها على سطح مكتبها في محاولة التذكر فأجابتها 

حاسة سمعت الإسم دا قبل كدا... المهم بالتوفيق ياحبيبتي إن شاء الله وربنا يكتبلك الخير 

قبلت خصلاتها الحريرية 

خدي بالك عايزين إمتياز زي كل سنة

أومأت درة برأسها وابتسمت بحنان لأختها 

إن شاءلله ياحبيبتي 

خرجت من غرفة أختها وهي تأمن على دعواتها.. بعد قليل يجلس الجميع على مائدة الطعام 

ااامم بيض بالبسطرمة تسلم ايدك ياست الكل.. هذا ماأردفت به درة 

بالهنا على قلبك ياحبيبتي. رمقها زوجها بنظرة حنونة 

تسلم ايدك ياسمية دايما بطلعي بأجمل نكهة مع أقل تكلفة 

بالهنا ياحبيبي على قلبك 

حبيب مين ياسمسم نحن هنا... أردفت بها ليلى بمشاكسة 

ابتسمت بخجل لأبنتها... قاطعها والدها 

مالك ومال سمسمتي ياليلى 

رفعت حاجبها وهي تلوك الطعام بسرعة وتحدثت 

والله سمسمتك.. وأنا ايه ياسي بابا اعترف حالا 

قهقه والدها عليها واجابها 

إنت روح بابا وقلبه ياحبيبة بابا 

وقفت ضمته بجلسته مقبلة خديه 

ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب... ياله أنا لازم انزل 

ربت والدها على يديها 

ربنا يوفقك يابنتي يارب.. ومش عايزك تشيلي هم ياحبيبتي يعني لو ملقتيش النهاردة تلاقي بكرة إن شاء الله حتى لو مفيش خالص مش عايز العيون الجميلة دي تحزن ابدا 

ابتسمت لوالدها بعرفان وقبلت جبينه 

ربنا مايحرمنا منك ياحبيبي يارب... قاطعهم كريم أخيها 

دا إيه العشق الممنوع دا على الصبح 

ابتسمت

 

له 

صباح الخير ياحبيبي... عامل إيه في دراستك ماشفتكش امبارح 

تمام ياحضرة المهندسة النشيطة... وإن شاءلله هيكون ليك وريث هندسي 

إن شاء الله ياحبيبي شد حيلك بس ياكريم عايزة مجموع مايقلش عن هندسة هزعل منك بجد..ابتسم لها وأردف مؤكدا 

إن شاءالله يالولة مټخافيش اخوكي ادها 

أرسلت له قبلة في الهواء وتحدثت 

أنا نازلة ياست الكل محتاجة حاجة 

سلامتك ياعمري وربنا يوفقك يابنتي يارب 

في مكانا آخر بأحد المنازل العريقة التي تشبه القصور وهو قصر الدكتور يحيى الكومي.. 

كان يواجه والده بهدوء ظاهري ونبرة عميقة... ونظرات عيناه تبحر فوق ملامحه 

بغموض 

أردف والده پغضب 

وبعدهالك يانوح هتفضل منشف دماغك لحد إمتى!!... أنا خلاص إديت كلمة للناس وآخر الاسبوع دا هتروح تشوف العروسة.. 

حبس نوح أنفاسه داخل

صدره ضاغطا على كل عصب بجسده الأ ينفلت وبنبرة عميقة 

هو ليه حضرتك محسسني إني بنت ولازم امشي ورا طوعك... أنا كبرت ياحضرة الدكتور معنتش العيل اللي لازم يسمع الكلام ويقول آمين 

اغتاظ يحيى من حديث ابنه وغروره اللامتناهي وتعجرفه مع كل بنت يختارها له 

جلس واضعا ساقا فوق الأخرى منفسا تبغه الغالي الذي يشعل صدره كنيران ابنه المستعيرة له 

المرادي أمر ياحضرة الدكتور العظيم... هنروح يوم الجمعة علشان تشوف البنت 

ودا آخر كلام عندي... 

اسودت عين نوح وازداد عبوس ملامحه الخشنة تزامنا مع أنفاسه الحارة 

ثم خرج كالإعصار ويبدو أنه شيطانا طاغي للمحاربة... ولكنه اصطدم بجسد ضعيف أثناء خروجه 

وقف يناظرها بهدوء رغم بركانه الثائر 

ارتجف جسدها من نظراته التي اربكتها...إنها أسما..المهندسة الزراعية التي تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما وتعمل بمزرعتهم... قطعت نظراته لها وهي تردف مرتبكة 

أنا كنت جاية اشوف دكتور يحيى عشان المزرعة... افسح لها الطريق دون حديث 

اشتبكت عيناه بعيناها التي اشعرته بدقاته ولكنه ابعد هذا الشعور وتحرك مغادرا 

تنهدت بحزنا من عدم مبالاته لها... وانسدلت دمعة شريدة من عيناها... أزالتها سريعا بأناملها متجه لغرفة الدكتور يحيى 

دلفت والقت تحية الصباح 

صباح الخير يادكتور 

أشار بيديه وأردف 

تعالي ياأسما... فيه حاجة 

أمسكت بعض الاوراق ووضعتها أمامه 

دي أنواع سلالات جديدة لبعض الخيل.. وكمان بذور جيدة لأنواع الفواكه والمحاصيل 

أمسك الأوراق يطالعها 

تمام سبيهم هشوفهم وبعد كدا هقولك تمام... أومأت برأسها مغادرة تبحث عن الذي جفاها النوم من حالته الأخيرة 

علي الجانب الاخر 

بقصر جلال البنداري وهو عم راكان 

بإحدى الغرف شاب ينام عاري الصدر ورائحة الغرفة المظلمة متشبعة برائحة تبغه 

ظلت العاملة تطرق على باب غرفته بعضا من الوقت... فتح عيناه وصاح بصوته النائم 

فيه إيه على الصبح 

أنا اسفة يادكتور بس الست فريال بتقول لحضرتك لازم تنزل حالا علشان الحج توفيق عامل اجتماع على الفطار في قصر البشمهندس أسعد البنداري 

تمام.. روحي انت وأنا شوية ونازل 

استلقى على ظهره يزفر بضيق ثم وضع كف يديه على شعره ارجعه للخلف بضيق في حركة تنم عن مدى غضبه من تحكمات جده... رفع هاتفه 

على الجانب الاخر 

في غرفة شاسعة ذات الطابع الرجولي.. جدرانها باللون الرمادي الداكن مع اللون الابيض... يقف أمام المرآة منتصب العود 

صاحب ملامح حادة قوية مع صلابة عظامه وفتول ذراعيه وعضلاته البارزة من قميصه الاسود الذي يرتديه... ذو بشړة قمحاوية مع عيون بلون أشعة الشمس 

يقف يغلق زر قميصه الكلاسيك... قاطعه رنين هاتفه

صباح الخير يايونس 

أيوة بيقول فيه اجتماع الساعة تسعة... أنا عندي جلسة الساعة عشرة... مش فاضي لجدك... وكمان فيه اجتماع في الشركة معرفش فيه ايه حصل في فرع إسكندرية... كويس المشاكل دي حصلت بعد ماجيت 

على الجانب الأخر أردف يونس ابن عمه 

تفتكر جدك عامل اجتماع الصبح ليه.. وياترى عمك خالد هيكون موجود هو وسميحة ولا 

قاطعه مردفا 

دلوقتى نعرف ياله أنا نازل وإنت فوق كدا وبطل سرمحة ياجيمس بوند 

قهقه على الجانب الاخر 

تلميذك ياأمبراطور..و بطل تراقيني ياراكي... أنا مش مسرمح يابني أنا محبوب بس... أعمل إيه الستات بيموتوا في جمالي 

شعر بمدى حماقة ابن عمه فزفر پغضب 

قدامك عشر دقايق وتكون هنا يااما فيديوهاتك هتكون على الصفحة الاخبارية 

قفز من فوق مخدعه 

وعلى إيه الطيب أحسن دا أنا تحت بس إنت مش واخد بالك... قالها مقهقا عندما اغلق راكان الهاتف بوجه 

بالأسفل بغرفة الطعام 

دخل بهيئته الجذابة وقامته المديدة... كان الجميع يجلس في غرفة الطعام سوى فريال مرات عمه وابنها يونس.. دلف ملقيا تحية الصباح بهدوء على غير شخصيته العصبية 

على رأس طاولة الطعام يجلس توفيق البنداري الجد الصارم الذي يبلغ من العمر سبعة وسبعين ربيعا 

في مقابل الطاولة يجلس إبنه الأكبر أسعد.. على جانبه والديه راكان بجانبه سليم. وسيلين ... كانت الطاولة تضم خالد وزوجته وهما لا يملكان سوى توأمه سارةوفرح اللتان تبلغ من العمر اربع وعشرون. أما يجلس بجانب الجد ابنه الاصغر جلال بمقابله ابنه يونس الذي وصل للتو.. وعدي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما.. وابنته سلمى التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما 

بجوارهم تجلس سميحة وزوجها وابنتهما الوحيدة يارا 

رمق الجد الجميع بنظراته الصقرية 

طبعا انتوا متعرفوش أنا مجمعكم هنا ليه دلوقتى على غير عادتنا... 

أولاد أسعد 

راكانسليمسيلين وهو الأكبر لتوفيق 

الابن الثاني 

خالد ولديه ابنتان توأم سارة وفرح 

الأبن الثالث 

جلال ولدية ابنان وبنت 

يونس وعدي وسلمى 

وابنته الوحيدة سميحة ولديها ابنه واحدة وهي يارا

رفع الجميع أنظارهم إلى الجد إلا من ذاك الذي يجلس يتفحص الجريدة وكأنه لا يعنيه حديث جده 

إستشاط الجد من أسلوبه البارد والغير المحبب لديه لعدم احترامه له 

صاح بصوته 

أنا بتكلم ياراكان إيه مفيش إحترام لجدك 

أنا سامعك ياجدي... 

قالها وهو مازال ينظر للجريدة ولم يعتريه حتى أن يرفع نظراته لجده 

ضړب بعصاه الانبوسية بجواره وتحدث پغضب 

من الإحترام لما جدك يتكلم تبصله يابن زينب... هنا رفع نظره لجده وظهرت علامات الڠضب قائلا بفظاظة 

إيه ابن زينب دي محدش قال لحضرتك إننا بنسمع بودانا.. بقالك ساعة عمال تتكلم في مقدمات وأنا عندي شغل.. واكمل باإبانه 

كلنا متعطلين علشان وصايا حضرتك اللي مبتخلصش... وفي الاخر تقولي يابن

 

انت في الصفحة 4 من 435 صفحات