رواية للكاتبة ولاء علي
يثير ڠضب والده و عاد إلى غرفته و بمجرد أن دخلت راوية إلى المطبخ تنفست الصعداء تخشي أن يعلم بأمر ذهابها إلى العرافة ويحدث ما لا يحمد عقباه.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على مۏت العم حسين
يجلس خلف المكتب منهمكا في عمله يسجل أرقام الوارد و الصادر في الدفتر.
سلام عليكم يا معلم يعقوب.
وعليكم السلام ورحمة الله اتفضلي يا آنسة رقية تحت أمرك.
شبه ابتسامة بدت على ثغرها المرمري ثم أجابت
استند بساعديه على المكتب قائلا
الحاج حسين الله يرحمه كان راجل طيب ويستاهل كل خير واحنا في الأول والأخر جيران وواجب الجار على جاره لو التانى في ضيقة الأول يقف جنبه زى ما وصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
هكذا أجابت ثم أخرجت من الحقيبة التي تمسكها بيدها ظرف أصفر اللون وضعته أمامه على المكتب و أردفت
دي الفلوس اللي اتبقت من فلوس العملية حوالي ألفين جنيه وفلوس العملية اللي اندفعت ربنا يقدرني وأسددها لحضرتك.
وضع يده على الظرف و أزاحه ليصبح أمامها وأخبرها
أنا مش هاخد حاجة وهعتبر نفسي ما سمعتش الكلام اللي قولتيه.
أنا طبعا مش قصدي حاجة تضايقك بس معلش يا معلم مش هقدر أقبل الفلوس ولو كنت بشتغل كنت سددت لك العشر تلاف بتوع العملية.
أخذ يتأمل هذه الفتاة التي تمتلك إصرارا وعزة نفس لا تخلو من الكبرياء لا ينكر أن إعجابه بها يزداد كل مرة أكثر عن الأخرى تحمحم ثم
قال بدهاء
أنا عندي حل أحسن أنا محتاج هنا في المحل آنسة عشان فيه ستات بتيجى بتبقى محروجة تتعامل مع الصبيان اللي عندي فأنا بعرض عليكي تشتغلي هنا وكل قبض هخصم منك جزء وبكدا يبقى سددتي الفلوس و في نفس الوقت يبقى ليكي مصدر رزق تقدري تعيشي منه ها قولتي إيه
موافقة
توقفت سيارة أجرة ذات اللون الأسود في الأبيض ترجلت منها شابة في منتصف العشرينات ترتدي ثوب فضفاض أسود اللون ووشاحا مثلثا تنظر إلى البناء الذي ولدت فيه وعاشت طفولتها حتى انتهت من دراستها الجامعية وتزوجت من أحد زملائها الذي أحبته رغم رفض والدها له قبل مماته وكذلك شقيقها الذي حذرها منه ومن إنه شخص سيئ الطباع وبالرغم من ذلك تخطت كل الآراء وركضت خلف قلبها وألقت بنفسها داخل براثن رجل أذاقها الويل والمر بجميع ألوانه حتى فاض بها وتركته لتعود إلى منزل والدها والذي قد تزوج فيه شقيقها.
مين يا واد يا محمود
سألها الصغير
انتي مين
وضعت يدها على رأسه وبطيف ابتسامة أخبرته
أنت نسيتني يا محمود أنا عمتو ليلى.
خرجت والدته من المطبخ عندما لم يجب على سؤالها رأت هذه الزائرة فسألتها بتعجب
ليلى! ادخلي اتفضلي.
ولجت ليلى إلى الداخل وتجول عينيها المكان من حولها توقفت لدى المقعد ثم جلست وفى يدها حقيبة ثياب صغيرة لم تغفل عن عيون هويدا التي قاتلها الفضول فسألتها
أنتم رجعتوا من ليبيا إمتى
أجابت باقتضاب
أنا اللي رجعت بس.
جاية أجازة يعنى
سؤال آخر حتى يخيب ظنها وخۏفها إنها تريد المكوث معهم.
لا أن...
قاطعها رنين الجرس فقالت الأخرى
أهو أخوكي جه روح يا محمود افتح لأبوك.
ذهب الصغير وفعل كما أمرته والدته دخل والده يحمل كيسا ورقيا مليء بالموز اختطفه ابنه من يده وهلل بفرح
شوف الواد بدل ما تسلم على أبوك يا ابن هويدا.
عرفة
صاحت به زوجته وهي تزجره وتشير إليه بعينيها نحو هذه الجالسة ولا يراها سوى من الظهر فألقى التحية
السلام عليكم.
استدارت برأسها ثم نهضت نظرت إليه والندم يغمرها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها تفوه وقلبه ينفطر عندما رآها في تلك الحالة المزرية فقال
حمد لله على السلامة يا ليلى.
نور الشمس يشبه ابتسامتها التي تأسر قلوب كل من ابتسمت إليه تتجول هنا وهناك داخل المتجر وعينيه تراقبها عن كثب ضغط احد العمال على زر المذياع فأطلقت تلك الكلمات مع أعذب الألحان بصوت كوكب الشرق
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي علي
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه...
قاطع تلك اللحظات الرومانسية الحالمة مجيء عرفة الذي