رواية نونا المصري
بها بتلك العيون الثاقبة التي ترهب الجميع بسوادها الحالك مما جعلها ترمش عدة مرات قبل ان تبتلع ريقها وتسأله مجددا : حضرتك كويس
لم يجيبها فقط استمر بالتحديق بقسمات وجهها الناعم بنظرات اربكتها مما جعلها تشيح بنظرها عنه وسرعان ما اعاد وضع النظارة الشمسية ليخفي بها عيناه وقال بصوت يغلبه الجمود والبرود : ابقي انتبهي المره الجاية وانتي بتجري والا هتعوري نفسك .
قال ذلك ثم تركها وغادر بكل بساطة اما هي فتنفست الصعداء عندما غادر وقالت بصوت اشبه للهمس : اما رجال غريب..بس يطلع مين يا ترى
عند ادهم...
اتجه نحو المصعد ثم ضغط الزر ووقف ينتظر ...وبينما كان ينتظر نزول المصعد وضع يده على صدره وقال في سره : مالك يا ادهم ايه اللي حصلك بعدما قابلت البنت دي
في تلك اللحظة اقتربت مريم منه حيث انها كانت تريد ان تستقل المصعد ايضا ووقفت الى جانبه وهي تحني رأسها فأدرك انها بجانبه ولكنه لم ينظر اليها بل انزل يده عن صدره ووضعها بجيب بنطاله بكل برود... وما هي الا ثواني حتى وصل المصعد وعندما فتح بابه دلف الى داخله اولا واصبح واقفا مقابلا لها فترددت من الدخول ولكنها دخلت في نهاية المطاف ضغطت على زر الطابق الثالث بينما ضغط هو على زر الطابق الاخير في الشركة .
واثناء صعود المصعد.....
كانت مريم واقفة امام ادهم وتعبث بهاتفها بينما كان هو واقفا خلفها يسند ظهره على مرآة المصعد ويكتف ذراعيه فيما ينظر الى ظهرها بتركيز كبير وبكل هدوء...فقط كان يتأمل خصلات شعرها المموج كأمواج البحر بعيونه الثاقبة من تحت النظارة السوداء كما ان رائحة عطرها الساحر اخترقت انفه فسببت له الدوار اما هي فأخبرها حدسها بأن هذا الغريب يحدق بها ولا تعلم لما شعرت برغبة في ان تلقي نظرة خاطفة عليه...وبالفعل ادارت وجهها ببطء لتنظر اليه فوجدته على حاله حيث كان ينظر الى الأمام وهو يعقد ذراعيه فوق صدره بهدوء ممېت ولكنها لم تعرف الى اين كان ينظر بسبب النظارة التي تغطي عيناه وسرعان ما توترت من النظر إليه لذا ادارت وجهها بسرعة ورفعت يدها اليمنى ثم اعادت خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها بارتباك وما هي الا دقيقة حتى وصل المصعد إلى الطابق الثالث فخرجت منه بسرعة دون ان تنظر خلفها .
في تلك اللحظة تنفس ادهم الصعداء ونزع نظارته الشمسية ثم مسح وجهه براحة يده وقال : يا ترى مين البنت دي انا مشفتهاش هنا قبل كدا.
بينما ذهبت هي الى حيث كانت الهام وقالت لها الاخيرة : يلا بسرعة يا مريم... هما قالوا ان دورك هيجي بعد البنت اللي جوا دلوقتي.
مريم : ماشي.. بس قوليلي الاول شكلي عامل ايه
فابتسمت الهام قائلة : طالعة زي القمر يا روحي.
مريم : متشكره.
وبعد مرور خمس دقائق........
خرجت الفتاة التي دخلت قبلها من الغرفة وبعدها خرجت فتاة اخرى يبدو من مظهرها انها سكرتيرة وقالت بصوت عال : مريم مراد..
فنهضظت مريم قائلة : افندم.
السكرتيرة : اتفضلي لان دورك جيه.
امسكت مريم حقيبتها واردفت : اوك.
ثم نظرت إلى الهام واضافت : ادعيلي يا لولو.
الهام : ربنا يوفقك يا حبيبتي ويوفقني انا كمان.
ابتسمت مريم ثم رتبت هندامها واخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب ودخلت إلى الغرفة حيث كانت ستجري المقابلة مع ذلك الشاب الجالس خلف مكتبه فقالت : صباح الخير يا فندم...ومتشكرة لانكوا قبلتوا تعملوا معايا المقابلة دي.
وبعد تلك الجملة اخذ الشاب عنها انطباعا جيدا فابتسم وقال : صباح النور اتفضلي.
اقتربت قائلة : متشكرة.
ثم جلست امامه فسأل : اسمك مريم مراد عثمان
مريم : ايوا يا فندم .
الشاب : انا كمال حسن المسؤول عن تعين الموظفين والمحاسبة المالية في الشركة .
مريم : اتشرفنا.
كمال : قوليلي بقى يا انسه مريم انتي ليه عايزة تشتغلي في الشركة دي
اعتدلت مريم في جلستها ونظفت حلقها ثم قالت : اولا علشان اجيب اكل عيشي طبعا وثانيا لاني بحب البرمجة والا مكنتش درست تلات سنين في الكلية علشان ابقى مبرمجة تطبيقات ومهندسة مواقع الكترونية .
كمال : مكتوب في سيرتك الذاتيه انك عمرك ماشتغلتيش في شركة قبل كدا ممكن اعرف السبب
مريم : ايوا انا قدمت طلب توظيف في شركات كتيره بس محدش قبل يوظفني ودا لاني ماعنديش الخبرة الكافية اللي هما بيطلبوها وهو دا السبب الوحيد اللي كانوا بيرفضوني علشانه وبس كدا .
كمال : طيب ايه اللي هيخلينا نقبلك وانتي ماعندكيش الخبرة يا انسه
مريم : اولا انتوا كتبتوا في اعلان التوظيف ان مش مهم يكون عند المبرمج خبرة وانما اهم حاجة انو بيفهم في البرمجة ومعاه شهادة جامعية وانا عندي الامكانيات دي وكمان تخرجت من جامعة محترمة وكنت من بين العشرة الأوائل في الكلية كلها ودا غير اني بحب شغلي وملتزمة في مواعيدي جدا واظن