رواية نونا المصري
دخلت حتى هرعت صديقتها الهام نحوها وقالت باندفاع : جيه الڤرج يا ميمي ..
نظرت اليها وسالتها : قصدك ايه
فامسكت الهام يدها وقالت : تعالي...انا هوريكي حاجة.
ثم سحبتها نحو احد الكمبيوترات الموجودة في المقهى وبعدها اخذت تكتب في محرك البحث عدة كلمات حتى ظهرت لها الصفحة الرسمية لشركة رويال للتجارة الإلكترونية والتي كانت هي نفسها شركة ادهم السيوفي وسرعان ما ابتسمت قائلة : بصي يا ميمي... دي اشهر شركة تكنولوجيا في البلد كلها وهما طالبين مبرمجين تقنيات علشان يشتغلوا فيها ... ايه رأيك نروح المقابله بكرا جايز يقبلونا.
فتنهدت مريم وقالت : ما كفايه بقى يا الهام... يعني احنا جربنا نشتغل في شركات عادية ومحدش قبل يشغلنا لان معندناش خبرة جاية دلوقتي تقوليلي انك عايزه تقدمي طلب للشغل في اكبر واشهر شركة تجارة إلكترونية في البلد كلها !
الهام : وليه لاء يعني احنا مش هنخسر حاجة لو جربنا وبعدين بصي هنا... هما قالوا ان مش مهم لو كان المبرمج عنده خبرة او لا المهم يكون بيفهم في البرمجة ومعاه شهادة جامعية.
في تلك اللحظة شعرت مريم بالفضول لمعرفة المزيد حول هذا الاعلان فقالت لصديقتها : اوعي كدا.
ثم جلست واخذت تقرأ المعلومات التي في اعلان طلب التوظيف وبالفعل لم يكن هناك شرط في الاعلان ينص على ان المبرمج يجب ان يكون لديه خبرة فقالت : دول اكيد بيهزروا مش كدا ازاي شركة كبيرة زي دي مش بيهمها لو كان المبرمج اللي هتوظفه عنده خبرة او لأ
فابتسمت الهام واردفت بحماس : مش قلتلك الڤرج جيه... دي فرصتنا انا وانتي علشان نشتغل.
فنهظت مريم وقالت : والنبي بلاش احلامك دي...انا متأكدة انهم كتبوا البند دا في الاعلان بس علشان يوهموا الناس ...يعني بالعقل كدا مين هيصدق ان شركة عالمية زي دي هتقبل تشغل ناس معندهمش خبرة
الهام : حتى لو كان الكلام دا حقيقي احنا مش هنخسر حاجة لو جربنا.. وبعدين احنا منعرفش ايه مخبيلنا القدر مش كدا
كټفت مريم يديها ونظرت الى الهام قائلة : طيب وانا مطلوب مني ايه
الهام : مطلوب منك انك تجهزي ال CV بتاعك لما ترجعي البيت علشان تروحي معايا مقابلة الشغل بكرا الصبح... بس وحياتي عندك يا مريم بلاش تفضلي لابسه الاسود دا.
في تلك اللحظة تغيرت ملامح مريم لتصبح حزينة وقالت : ارجوكي يا الهام.. بلاش تضغطي عليا .
فامسكت الهام بيدها وقالت : ما خلاص بقى يا مريم... يعني انتي بقالك 6 شهور وانتي لابسه الاسود ورافضة تكملي حياتك... انتي فكرك ان امك هتتبسط منك وانتي بتعملي كدا
ذرفت مريم الدموع وغمغمت بنبرة مقهورة : لسه مش قادرة اصدق انها ماټت ببساطة كدا يا الهام انا بحس ان روحها لسه في البيت معانا.
فعانقتها الهام واردفت : خلاص بقى يا حبيبتي... اللي بتعمليه دا حرام يعني الحزن في القلب مش في لون اللبس وكفايه بقى ټعذبي نفسك وتعذبيني معاكي..وبعدين الحداد على المېت يبقى تلات ايام مش اكتر وانتي بقالك حاده عليها 6 شهور ودا حرام.
فمسحت مريم دموعها ثم قالت : طيب خلاص.. انا هقلع الاسود من بكرا لان بصراحة ماما جتني في الحلم اكتر من مرة وطلبت مني اقلعه .
الهام : شفتي... حتى هي مش عايزاكي تفضلي زعلانه لان المۏت حق علينا كلنا وانتي عارفه دا كويس ومامتك الله يرحمها اخدت حقها لان دا امر ربنا ولا اعتراض على حكم الله.
مريم : ونعم بالله.
فابتسمت الهام واستطردت : ايوا كدا... عايزاكي ترجعي مريم القديمة اللي كانت بتضحك على طول وبلاش العكننه دي ماشي .
فابتسمت مريم بلطف ثم اردفت قائلة : متشكره يا الهام ...انا مش هنسى وقفتك معايا ابدا .
الهام : على ايه يا بنتي.. دا اقل واجب وبعدين انتي اختي ومفيش شكر بين الاخوات .
مريم : عندك حق قوليلي بقى انتي عرفتي موضوع الاعلان دا ازاي
الهام : كنت بدور على شغل في النت وبالصدفة دخلت الصفحة الرسمية لشركة رويال للتجارة الإلكترونية وشفت الاعلان.
مريم : يبقى احنا لازم نروح هناك قبل موعد المقابلة على الاقل بنص ساعة.
الهام : عندك حق... وكمان متنسيش احنا لازم نلبس حلو علشان المظهر ليه دور كبير في المواضيع دي لان كل الشركات المحترمة بتهتم في المظهر الخارجي للموظفين .
مريم : تمام ..يلا خلينا نبتدي شغل دلوقتي .
الهام : يلا بينا.
تسارع في الاحداث.........
في المساء عادت مريم الى المنزل وبعد ان تناولت عشائها مع شقيقتها مرام جلست تساعدها في حل فروضها المدرسية وبعدها ذهبت مرام الى غرفتها لكي تنام اما هي فذهبت الى غرفتها ايضا وجلست على سريرها وبدأت تكتب سيرتها الذاتية على حاسوبها المحمول وبعد ان انتهت ارسلتها عبر البريد الإلكتروني الى الصفحة الرسمية لشركة ادهم ثم نهضت وفتحت خزانتها واخذت تبحث بين ملابسها عن