رواية رائعة للكاتبة سمر عمر
مثل البنات لم تكن تعلم ان هذا سيحدث لها دموعها الكثيرة نزعت القليل من الكريم الذي يوحد لون البشرى وظهرت علامات البهاق على وجهها ثم رفعت يديها لتضعها على مقدمة ظهرها محاوله سحب سحابة الفستان ولكن لم تنجح حاولت حتى شعرت پألم في ذراعها واستسلمت ثم جلست على حافة الفراش قامت بمسح دموعها بظهر يدها ومددت على الفراش بالفستان ثم ضمت وسادة بيضاء صغيره إلى صدرها تشكي لها همها ثم غمضت عيناها لتجد نفسها تذهب إلى النوم ..
عندما نختار الشخص الخطأ نعاتب انفسنا ونلوم قلبنا ولكن الذي يستحق المعاتبة هي الحياة التي جعلت شخص كهذا قاسېا فاللوم ليس علينا بل على الحياة والمجتمع الذي يجعل الأنسان فاسدا ..
....
...........الفصل 3
جلست بجوار شقيقتها نهال وتحدثت معها كثيرا وأخبرتها نهال انها غاضبة من والدتها لأنها وافقت على الفرح في خلال أسبوعين حتى وصلت والدتها وقامت بخلع الحجاب وضعته على المقعد ثم جلست فيما ينظرون البنات إليها وهي تقول بابتسامة واسعة
اعتدلت نهال في جلستها لتنظر إليها نظرات عتاب وقالت بتذمر
ازاي يا ماما تقولي اني جاهزة للجواز كمان اسبوعين
قالت وهي تحرك كف يدها مع الكلمات
امال يعني كنتي عايزاني اقولها أي ..ام مصطفي عايزه عروسة متزدش فتره الخطوبه عن شهرين
نهال شهرين يا ماما شهرين .. مش اسبوعين
لوحت والدتها بيدها وهي تعتدل في جلستها قائلة
ياختي اتلهي .. أنت كنتي تطولي ..
اندهشت نهال من حديثها فيما ضحكت روقيه ضحكة خفيفة بينما تابعت أم نهال وهي تشرح بيديها
دا الواد ما شاء الله طول بعرض وعيونه لونها عسلي ولا لبسه بقى مقولكيش وريحة البرفان أي ولا برفان عادل أمام
وبيقولي يا طنط .. عجبتك الشقة يا طنط .. اجبلك عصير اي يا طنط ويا بت شعره كده بيطير مع الهوا
لم تقدر روقيه كتم ضحكاتها أكثر من ذلك واڼفجرت ضاحكه وتليها نهال فنظرت إليهم متعجبة ثم وضعت كف على كف وقالت
ياختي عليكي أنت وهي اضحكوا أوي
المهم أجهزي عشان ننزل نجيب الحاجات اللي نقصاكي
ذهبت سمية إلى الشركة بنشاط وحماس واضح للشغل دخلت مكتب المدير لتجد التي تدير الشركة فتاه في بداية الثلاثينات تدعى كاميليا جلست سمية وهي تنظر إليها بإعجاب فكيف تكون فتاة شابه في هذه البلد تدير شركة بهذا الحجم وتكون مشهورة عالميا بمجلات الرسوم المتحركة كانت كاميليا تطلع إلى بعض الأوراق امامها والسكرتيرة واقفه جوارها انتهت كاميليا من فحص الأوراق وأخذتهم السكرتيرة ووضعت امامها مستند قائلة
حركت رأسها بالموافقة فغادرت السكرتيرة المكتب استندت كاميليا بظهرها إلى المقعد وفتحت دوسي سميه لتفحصه جيدا ثم نظرت إلى سمية من فوق الدوسي ثم وضعت الدوسي على المكتب وخلعت نظارتها لتنظر إلى سمية بابتسامه خفيفة وقالت
اللي لفت نظري في الدوسي بتاعك أن تقديرك كويس جدا في الاربع سنين كلية
اتسعت سمية ابتسامتها وقالت
متشكرة جدا لحضرتك
ضغطت كاميليا على زر قائلة
هند ناديني علاء بسرعه
ثم اغلقت المستند وما عدا إلا لحظات وطرق الباب ودخل علاء مغلقا الباب خلفه علاء في أواخر العشرينات فنان في الرسوم المتحركة يتميز بالهدوء والوسامة الهادئة ولديه لحية سوداء تزين وجهه شعر أسود كثيف وعيناه بني داكن وقف علاء امام المكتب فرفعت سمية رأسها لتنظر إليه اشارت كاميليا إلى سمية وهي تنظر إليه قائلة
سميه يا علاء هتشتغل معانا في الشركه .. دي مسؤليتك
حرك راسه بالموافقة بينما مدت كاميليا يدها بالدوسي متابعة
كل بياناتها موجودة هنا
أخذ منها الدوسي وهو يحرك راسه بالموافقة ثم نظر إلى سميه وطلب منها أن تأتي معه فنهضت واقفة لتجد رأسها أمام صدره مباشرة مما اندهشت من طوله مع العلم انها ليست فتاة قصيرة خرجوا من المكتب متجه نحو مكتبه وهي خلفه مباشرة وعقب وصوله توقف عن السير ليفتح
الباب فاصطدمت في ظهره فشعرت پألم في انفها متأوه فيما ضغط علاء على شفتيه ثم الټفت فقط برأسه وهتف بصوت رجولي متذمر
خدي بالك من فضلك
رفعت رأسها لتنظر إليه وهي تومئ برأسها متمته بالاعتذار فنظر أمامه ودلف إلى الغرفة وآذن لها بالدخول دخلت تنظر حولها وهو يشير إلى مكتب مجاور للباب قائلا
دا هيكون مكتبك يعني مؤقت لحد ما تتعملي الشغل
ابتسمت متمتمه بالشكر فجلس أمام مكتبه ينظر إليها وهو يقول برسمية
مقلتش حاجة عشان تشكريني
اومأت برأسها ثم جلست امام مكتبة ونظرت إلى صور الرسوم المتحركة المعلقة في كل مكان على الحائط ثم نظرت إليه رأته يفحص الدوسي الخاص بها
تخللت اشاعة الشمس من ثقوب النافذة فتحت ديما