رواية كاملة بقلم دعاء عبده
متسائلة رايحين فين انا مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص
قالت مريم وهي تثبت حجابها وايه الجديد على طول بتقولى كده
قالت إيمان بقلق من ساعة ما عرفتى البنت دى وانت طريقة لبسك اتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان.
قالت مريم بغرور مصطنع غلطانة يا إيمان. مش سلمى هي السبب انت ناسيه انا في كلية سياحه وفنادق يعنى لازم لبسى يبقى شيك زى صحباتى هناك وإلا هيقولوا عليا معقدة. وبعدين انا مش أى حد انا مريم علي جاسر عارفة عيلة جاسر ولا مبتسمعيش عنهم
أخذت مريم حقيبتها واتجهت لباب الشقة وهي تقول بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت
أستوقفتها إيمان بأشارة من يدها قائلة تقصدى ايه يا مريم
تحركت مريم تجاه الباب وهي تقول ولا حاجة يالا سلام
نسيتى أي.
وتوقفت فجأه عن الكلام وبترت عبارتها متسائلة بتوجس مين حضرتك
4 الفصل الرابع
توقفت إيمان عن الكلام وبترت عبارتها وهي تنظر إلى ذلك الرجل الذي يبدو عليه علامات الوقار وتعلو وجهه ابتسامة حانية وأخيرا خرجت من صمتها وقالت متسائلة
كان يتفرس في ملامحها بحنان ثم قال بهدوء أنت ايمان مش كده
أومأت براسها وهي تقول ايوا. مين حضرتك
أرتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة ولمعت عيناه وقال انا عمك يابنتى
نظرت له بذهول ودهشة وقالت عمى مين
قال في حنان عمك حسين يابنتى. حسين جاسر
وجدها تنظر إليه صامتة تكسوها علامات الدهشة والوجوم فقال ايه مش هتقوليلى اتفضل يا عمى
عجبتك شقتنا يا عمى.
ابتسم لها وقال أى حاجه تخصكم ومن ريحتكم تبقى حلوه يا بنتى. كفاية كلمة عمى دى اللى كان نفسى أسمعها منكم من زمان
توترت إيمان بشدة وترددت كثيرا ولكنها أكتفت بأن تمد يدها بالمصافحة فقط فهو بالنسبة لها رجل غريب لا تذكره وليس لديه ذكريات في عقلها كل ما كانت تحمله له هو حديث أمها عنه أستطاع أن يستوعب مشاعرها ويفهم ما يدور بخلدها فاحتضنها بعينيه ومد يده يصافحها وهي تقول
قال بحنان وهو يتفرس فيها انا مش عايز اشرب حاجة يا ستى. كفاية انى شوفتك اومال فين اخواتك هما مش هنا ولا ايه
قالت بتردد ايهاب في الشغل ومريم لسه نازلة من شوية
قال حسين بابتسامة ماشاء الله. وهيرجعوا على أمتى كده بالسلامة
إيهاب زمانه جاى يتغدى. بس مريم يمكن تتأخر.
طب وأنا ينفع أتغدى معاكوا ولا انتوا بخلا
حاولت إيمان رسم ابتسامة على شفتيها وقالت تنورنا يا عمى ده يشرفنا.
سمعت إيمان صوت مفتاح المنزل يدور في الباب فتح الباب ودخل شاب في منتصف العقد الثانى من عمره يحمل نفس ملامح أباه ووسامته مع فارق العمر وقف إيهاب ينظر إلى الرجل الغريب الذي وجده في منزله في دهشة وقبل ان يتكلم وقف الحاج حسين ولمعت عيناه بالدموع وهو يتقدم نحو إيهاب فاتح له ذراعيه ويقول
إيهاب
أحتضنه في حنان وهو يقول ماشاء الله. كبرت يابنى وبقيت نسخة من ابوك الله يرحمه.
نظر إيهاب لأخته التي ما لبثت ان قالت عمى حسين يا إيهاب
زادت دهشته وهو يمعن النظر في حسين وقال مرددا عمى حسين!
حسين ايوا يابنى انا عمكم حسين
ثم تابع بقالى سنين بدور عليكم وادينى لقيتكم الحمد لله
أغلق إيهاب الباب وقال باستنكار ليه حضرتك كنت بتدور علينا في بلد تانية ولا ايه
أشارت له أخته أن يهدأ وقبل أن يشرع في الكلام بانفعال مرة أخرى قاطعه حسين قائلا.
ايوا يابنى كنت بدور عليكم في بلد تانية انت مغلطش
قال
إيهاب بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا مش فاهم حضرتك
ربت حسين على كتف إيهاب وأشار إلى إيمان وقال تعالوا اقعدوا وانا هحكلكم كل حاجة.
شايف عمايل عمى يا بابا. أول ما عرف مكانهم جرى عليهم من غير حتى ما يتأكد ومرضيش ياخد حد من ولاده معاه
عيب كده يا وليد لما تتكلم عن عمك اتكلم بأدب
صاح وليد بانفعال أدب ايه بقى يا بابا.
وضړب جبينه براحة يده وهو يقول بعصبية أنا عارف عمى كويس. حنين زيادة عن اللزوم وطبعا هيجيبهم معاه ويقعدهم وسطينا ومش بعيد يجبهم الشركة هنا وتبقى هيصة بقى.
قطب إبراهيم حاجبيه بضيق قائلا اه يعنى انت بقى كل اللى هامك الشركة.