رواية رائعة للكاتبة إيناس محمود كاملة
له
اجتمع جميع أفراد العائلة على الغداء.......كما هي عادتهم ....كان الصمت يعمهم .....فلم يحاول احد قطع هذا الصمت الكئيب .....
الجميع يسلط أنظاره تجاه سيف....ينتظرون رده ......وهو لا يوجد على وجهه اى إمارات الرفض أو القبول
يجلس وكأن الأمر لا يعنيه بينما يجلس الجميع على أحر من الجمر ....منتظرين رده
فقال والده
_ سيف أظن انك فكرت كويس ....ها ردك إيه
أجابه سيف بهدوء
_ بابا ......أنا موافق
رد والده بهدوء
_ ربنا يوفقك ....وأنا هروح
اتصل بخالك عشان يجهز إجراءات السفر .....
ثم الټفت مغادرا ليلتفت سيف لامه التي بدأت تدمع عيناها فقال بحنو
والدته
_ يابنى انت رايح بلد بعيدة وغريبة ......ازاى مش عايزنى أخاف عليك
رد سيف بمرح
_ اوعى تكوني خاېفة عليا من الفتنه يا سوسو .....مټخافيش انت اللي في القلب مفيش حد هياخد مكانك مټخافيش .
والدته
قاطعها سيف
_ أمي أنا عارف انتى خاېفة ليه .... مټخافيش صاحب الشركة اللي هشتغل فيه مصري ... وأنا لازم اتعب عشان أوصل لحاجة كويسة ولا إيه
ردت والدته بقنوط
ربنا يوفقك .....
سيف
ادعيلى يا أمي
عاد والده وهو ممسك بهاتفه ليقول
سيف......خلال يومين هيكون كل حاجة جاهزة وتسافر
ليه يا حسن السرعة دى
حسن
صاحب الشركة مستعجل .....وعايزه يكون جنبه علشان يساعده
سيفماشى
والټفت مغادرا وهو يشعر بالالم يعتصر قلبه......لايريد مفارقة عائلته ......ولكن ما الحل ففى بلاده ټموت الاحلام.......ولتحقيق احلامه لابد من السفر للخارج .
وقف امام باب غرفة اخته حزينا .......يستمع الى صوت بكائها لا يستطيع مواساتها الان .....فهو يريد من يواسيه .....فهو من سيرحل ويترك بلده التى تربى وعاش بها واهله الغاليين على قلبه .........فغادر بصمت
تأوهت بخفوت إنها تحتاجها الان فميساء هى بلسم للچروح.......هى الزهرة المتفائله المبتسمة ..... دائما ما تشعرها ان الحياة بها امل .
فردت بسرعة
ميساء وحشانى .
ردت ميساء ضاحكة
وانت كمان وحشانى اوى ....عملت ايه فى الامتحانات
الحمدلله .....حليت كويس
ميساء
ينفع اجى اتطفل عليكوا شوية ......لو سيف مش موجود طبعا
ردت زهور متخفيش مش موجود..... تعالى بسرعة محتجاكى اوى
ميساء
_ 10دقائق واكون عندك
أغلقت الخط مع ميساء وهى تشعر بالسرور والفرحة يتسللان الى قلبها .
ميساء هى جارتها وصديقتها المقربة ..... تكبرها بثلاث سنوات .......تشعر دائما بأنها الرفيقة والاخت الكبرى رغم الالام التى تتحملها من زوجة ابيها ......الاانها دائما ما تضحك ......وتزيل هموم الاخرين .
مضت بضع دقائق وهى تنتظرها بشوق ....الى ان دق الباب اخيرا .......يعلن وصولها .....فأسرعت بفتح الباب بلهفه وما إن ظهرت امامها حتى ارتمت تعانقها بحرارة ميساء ضاحكة
براحة شوية هتخنقينى
زهور
احسن تستهلى ........علشان بقالك فترة طويلة مبتجيش
ميساء
أنت عارفة الشغل فى المستشفى ....والبيت ومرات بابا ......وبعدين انا سيبتك علشان تذاكرى وتجيبى تقدير
زهور ماشى يا ستى سماح المرادى
ميساءهو احنا هنفضل نتكلم على السلم كده كتير
زهور اتفضلى ......انا تسيت خالص وبعدين البيت بيتك
جلستا متجاورتان على سرير زهور........ بعدما قصت لها زهور سفر سيف.........وحزنها لانه سيفارقها
ميساء بهدوءمتغطيش عليه سبيه يعمل اللى هو عايزه ...خليه يعتمد على نفسه وينجح فى حياته ......واكملت بمرح هو انتى صغير ة علشان عايزة اخوكى
صمتت زهور وهى تفكر فى كلماتها .....لديها كل الحق....لابد من ان يبنى نفسه ليحقق احلامه وطموحه
ميساءاقفى جمبه وسانديه......هو محتاج اللى يحمسه مش يكبته ويقلل من عازيمته
زهور صح معاكى حق هو اختار وانا لازم اسانده
ميساء بمرح مش كفايه انا معاكى .....عايزة حد تانى ليه
إلتفتت اليها زهور وإحتضنتها بإمتنان.... لطالما اذابت ميساء الحزن فى قلبها وحولته الى فرحة
زهور بمرح احكيلى اخر الاخبار ميساءمفيييييش.......الحمد لله .......من المستشفى للبيت ومن البيت للمستشفى
سألتها زهور بمكر
يعنى مفيش حاجة كدة ولا كده
ردت ميساء بضحكةلا مفيش حاجة كده ولا كدة تذكرت زهور طلب رغد زهور ميساء........رغد عايزة تشوفك قبل ما تسافر ميساءخلاص خلاص اتصلى بيها وحددى معاد نتجمع فيه
زهورثوانى هجيب الموبيل واتصل بيها
وقفت تنظر الي ملابسها بملل....تنتقي منه ما ستأخذه معها وتضعه في حقيبة سفرها . سمعت صوت الهاتف وسط تلك الفوضى فبدأت بالبحث عنه هنا وهناك الي ان وجدته اخيرا .
فاشرقت ابتسامة على شفتيها ما ان علمت شخصية المتصل ودون تردد ردت السلام عليكم ازيك يازهور اوام ما وحشتك كده مش قادره على بعدى
زهور ضاحكه وعليكم السلام هنعمل ايه بقا مالحب ۏلع ف الدره يا فخري ماعلينا عارفه مين معايا دلوقتي
رغد تمثل التفكير
مممم هاه عرفت اكيد سوما
زهور بالظبط يا حبيبتي بتجيبيها وهي طايره خدي
عاوزه تسلم عليكي
اخذت ميساء الهاتف قائله
ازيك يارغد عامله ايه واحشاني
ردت رغد باجمل ابتسامه
الحمدلله ياحبي عاوزه نخرج بكره يابنات قبل ما اسافر
اختفي الحماس من نبره ميساء مردده باحباط
للاسف ماما اميره مديقة عليا الحصار شويتين تلاته ف الخروج فتعالي بيت زهور اقابلك فيه قولتي ايه
رغد قولت تمام ياقمر ولايهمك المهم