رواية رائعة للكاتبة إيناس محمود كاملة
الموظف بهدوء ...بدأ بفتح الأوراق وهو يلتهم السطور بسرعة إلى أن أنتهى .....لتبقى ابتسامة خبيثة تتلألأ على زاوية شفتيه...
تمطأ في جلسته قائلا لنفسه بشرود
_ ياااه .....اخيرا .
إنمحت فجأة الابتسامة التي كانت تزيت شفته وهو يعود بذاكرته إلى ماضي .....إلى ماضي تألم فيه يتذكر صورة لوالده الحبيب ....وهو مسجى على الأرض غارقا في دمائه .....
إنتفض من ذكرياته عندما أوصلته إلى تلك العينان الدمويتان التي لا تعرف معنى الرحمة في قاموسهما .
جلسا على شاطئ البحر بهدوء بعدما سارا لمدة طويلة ..... إلتفت مؤيد ينظر لها مطولا ....
شرد بذاكرته بعيدا ....إلى سنوات دراسته في الجامعة ....حينها قابل مرام كانت أول حب له في حياته ولم يدخل بعدها قلبه ....لم يكن حاله كما هو عليه عليه الآن بل كان مليء بالجد والتفاؤل لاستكمال أحلامه ....ولكنها دمرته فقضت على كل شيء جميل .....وفى النهاية أسدلت الستار على حياتها ....بشكل مؤسف ....لم يستطع وقتها استكمال دراسته الجامعية ...فقام بالسفر للخارج وأكمل دراسته هناك .....وعاد بالرغم من عدم رغبته في ذلك ......
وبرغم معرفته أن ما يفعله خاطئ ويدمر حياته بالبطيء .....إلا أنه يفعله .
لا يعلم هل ستستمر حياته على نفس المنوال ... ...أم ستتغير ....
هو يشعر بل متأكد أن حياته موحلة ويكاد ېموت مللا منها ولكنه كالساقط في هوة لا يجد منقذا له .. إذا فليغرق براحة وسلام .
_ بتبصيلى كده ليه
ردت شذى مبتسمة
_ عجبنى ....عندك إعتراض .
رد بشبه ابتسامة على شفته
_ عارف دى سيبك منى وكلميني عن نفسك شوية .
ردت شذى بضحكة رقيقة
_ أنا شذى محمود عثمان ....بنت المحامى المشهور محمود عثمان .....خريجة إدارة أعمال .....جاية اقضي إجازة مع بابي ومامي .....شوفت كمية الملل .
رد مؤيد بهدوء
_ أنا ياستى مؤيد عبد الرحمن الراجحي......أنا بشتغل في شركة الراجحي للمقولات وهى دى حياتى .. اللى برضوا مملة .
شذى
_ واو هندسة لا أنا كده مش هستحمل كل ده ههههههه متعرفش أنى من أحلامي أنى ارتبط بمهندس وخاصة
لما وسيم وحليوة كده زيك وغمزت له برقة ..
في قلبه چرح عميق ېنزف كل يوم دائما يإستمرار دون أن يلاقى من يداويه.
أستفاق من شروده على نظراتها له .... نظرات غريبة ولكنه لم يهتم ولم يحاول قرأتها.
احمر وجه شذى خجلا وهى لا تعرف سره تحديقها به مطولا !!
أدارت شذى وجهها عنه ولم تتحدث ليقول مؤيد
_ يلا عشان أروحك ......الوقت أتأخر .
بعد مدة وقفا متجاوران أمام منزلها ......بعد أن كان الصمت يغلفهما طوال الطريق شذى
_ كان يوم جميل .
لم يرد مؤيد والتزم الصمت لتكمل شذى
_ شكل اليوم معجبكش معايا.
قال مؤيد شذى أنا مضطر أمشي دلوقتى .....سلام
ردت شذى بخفوت
_ سلام
كاد مؤيد أن يغادر ولكنه الټفت إليها سريعا وجذب منها هاتفها وقام بتبادل الأرقام ....ثم مده لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك ....في أي وقت تحتاجيني اتصلي
شذى
_ مؤيد إحنا هنتقابل تاني .......صح
أومأ مؤيد برأسه وهو يلتفت ليغادر
دلفت شذى إلى غرفتها وعلامات الاستغراب بادية على وجهها .. ارتمت على السرير ....لتنظر إلى السقف بشرود وتتسائل .
هل هذا هو مؤيد الذي كانت تسمع عنه الأساطير
هل هذا من أوقع الكثير من الفتيات في شباكه
هل هذا هو الشخص الذي تحاول الاڼتقام منه
أتتراجع عن الاڼتقام وتتركه وشأنه
أسرعت شذى تهز رأسها پعنف والأفكار تعصف بعقلها.....ما الذي تفكرين به لابد أنها إحدى الطرق التي يستدرج بها الفتيات .....كيف تفكرين ألا ټنتقمي منه....
هل نسيت رفيقتك وصديقة عمرك لمجرد انه يحاول أن يخدعك .....ويوهمك بالحزن العميق الذي يظهر في عينه بمجرد شروده اخرج شذى من تفكيرها صوت هاتفها فالتقطته لترى من المتصل .....تصلبت جميع عضلات جسدها ما أن اطلعت على اسم المتصل.....ولكنها سارعت في الرد
_ أزيك يا حسام .
جائها صوت حسام حازما تمام ......قوليلى عملتي إيه مع مؤيد .
أجابته شذى
_ أنا ماشية على الخطة اللي اتفقنا عليها .
قال حسام بتحزير
_ تمام ....شذى مش هنبهك متتأخريش بره مع مؤيد تانى .......فاهمة
قالت شذى بقنوط حاضر .....سلام .
حسام سلام
ألقت شذى هاتفها على السرير وهى تشعر بالعجز الشديد ..
لماذا لا يبادلها الحب
لماذا يؤلمها وېجرحها بهذي الطريقة
عندما طلب مساعدتها في الاڼتقام من مؤيد ....لم ترفض بل وافقت على الفور ......لأنها تريد