السبت 27 يوليو 2024

رواية نونا المصري

انت في الصفحة 1 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول 

 بسم اللہ الرحمن الرحيم 

قراءة ممتعة للجميع 

 تبدأ القصة عندما تخرج تلك الفتاة الجميلة البريئة من ذلك المنزل الضخم في تمام الساعة الخامسة فجرا وهي تبكي بحړقة وتضغط بقبضتها على تلك الحقيبة السوداء التي كانت تحملها بين يديها... وقبل ان تبتعد عن حدود المنزل التفتت اليه حيث كان واقفا ينظر اليها من خلف نافذة غرفته البلورية وهو عاري الصدر ويمسك بيده كأس مشروب كحولي يرتشف منه بضع رشفات بهدوء ممېت الامر الذي جعل ڠضبها يزداد لذا ضغطت على الحقيبة التي بيدها بكل قوة وقالت بنبرة صوت مچروحة : واطي .

ثم بصقت على الأرض وهمت بالمغادرة وهي تمسح دموعها پعنف وتضغط على تلك الحقيبة وكأنها تحاول ان تمزقها اما هو فاستمر بمراقبتها وهي تبتعد في تلك الساعة المبكرة من الصباح حتى غابت عن مجرى نظره تماما وما ان تأكد انها لن تراه حتى قڈف كأس الخمړة من يده ورماه أرضا فأصبح حطاما ثم بدأ ېحطم كل شيء تقع يده عليه وهو ېصرخ بصوت اشبه بزئير الأسد قائلا : ليه ... ليه عملتي كدا ليه وافقتي بالسهولة دي ... كل دا علشان الفلوس ... مكنتش عايزك توافقي ... كنت عايزك تقولي لا وتضربيني آلم وبعدها تخرجي من هنا !

 قال جملته الاخيرة بنبرة حزينة وهو ينسدل بجسده إلى الاسفل فجلس على الأرض ساندا ظهره الى حائط تلك الغرفة الفاخرة والتي تبدو كما لو انها جناح ملكي أكثر من كونها غرفة نوم لشخص واحد ثم رفع ثم وضع رأسه بين يديه غرسا اصابعه بين خصلات شعره الكثيف بقوة واخذ يضغط عليه بعصبيه شديدة جعلت عروق رقبته تظهر كما ان عيناه تجمرت من شدة الڠضب.. بقي على تلك الحال لمدة لا تتجاوز الخمس دقائق وسرعان ما تنهد باستسلام واردف بنبرة حازمة : كلهم كدا ... اهي دي كمان عملت كدا علشان الفلوس وانا اللي كنت فاكر انها غير كل البنات بس صدق اللي قال ان الطبع غلب التطبع وهما طبعهم الطمع والكدب.

قال ذلك ثم هب واقفا بكل وقار وبعدها دلف الى حمام غرفته وبدأ يستحم وكأن شيئا لم يحدث اما هي فكانت قد استقلت سيارة أجرة وهي تحتضن الحقيبة التي اخذتها منه بعدما عاشت اسوء كوابيس حياتها وهي تتأوه پألم في حضنه في الليلة السابقة أدمعت عيناها وزادت من شدة الضغط على الحقيبة وهي تردد في داخلها : استحملي يا مرام... استحملي يا حبيبتي انا جبت الفلوس وانتي هتعملي العملية وهتخفي بس استحملي لغاية ما اوصل.

 وبعد مدة وجيزة .........

اخبرها سائق سيارة الأجرة انهم وصلوا الى العنوان المطلوب فاستيقظت من شرودها ونظرت من نافذة السيارة لتجد انها وصلت الى المستشفى بالفعل تنهدت وسألت السائق : تؤمر بأيه يا اسطه 

اجابها : خمسين جنيه يا هانم.

فلم تعلق بأي حرف بل فتحت تلك الحقيبة التي كانت تمسك بها طوال الطريق الامر الذي ادهش سائق الأجرة عندما رأى رزم النقود بداخلها ... أبتلع ريقه وهو ينظر اليها بعيون مفتوحة وهي تمسك بأحدى الرزم النقدية وتسحب منها ورقة نقدية من فئة ال 200 جنيه وسرعان ما اعطته ايهاها قائلة : مامعيش فكه علشان كدا تقدر تخلي الباقي.

قالت ذلك ثم اغلقت الحقيبة مجددا وترجلت من سيارة الأجرة تاركة ذلك الرجل يحدق بها بدهشة وهو يحمل ورقة النقود بيده فتساءل بتعجب : دي سړقت بنك ولا ايه حكايتها بالزبط !

ولكن سرعان ما نظر إلى ورقة النقود التي اعطته اياها وابتسم قائلا : وانا مالي... المهم اني كسبت 150 جنيه كدا من غير معملش حاجة.

قال ذلك ثم وضع النقود في جيب سترته وبعدها شغل محرك السيارة وهم بالمغادرة... اما هي فركضت الى داخل المستشفى والى قسم الطوارئ بالتحديد حيث كانت غرفة العناية المركزة التي ترقد بها اختها الصغرى ذات ال 12 عاما والتي كانت بحاجة لأجراء عملية زرع قلب جديد بأسرع ما يمكن.

توجهت نحو مكتب الأستقبال وقالت وهي تلهث : انا... انا جبت الفلوس... يلا دخلوا مرام غرفة العمليات بسرعة.

فنظرت اليها موظفة الاستقبال الخاصة بقسم الطوارئ بتوتر شديد وقالت بتلعثم : انا..انا هطلب من الدكتور عماد علشان يجي يكلمك .

أومأت لها برأسها وهي ما تزال تلهث قائلة : طيب.. بس من فضلك خليه يجي بسرعة.

فلم ترد عليها الموظفة بل امسكت المايك واخذت تقول : دكتور عماد شحاته من فضلك تعالى على قسم الطوارئ دلوقتي.

ثم كررت ما قالته وبعدها اطفإت المكبر الصوتي ونظرت إلى تلك التي كانت تناظرها بترقب ثم تنهدت وقالت : اكيد الدكتور سمع النداء وهيجي فورا .

وما هي الا دقيقة قد مرت حتى جاء ذلك الطبيب الذي يرتدي نظارات طبية ويبدو انه في الاربعين من عمره حيث كان شعره خفيفا ويكاد ان يصبح اصلع بينما

 

السابق
صفحة 1 / 115
التالي

انت في الصفحة 1 من 115 صفحات